السبت، 27 نوفمبر 2010

جميعهم رحلوا جميعهم ...!

ذات يــوم كُـنا نيام بعد ما أعيانا السير ففترشنا الأرض والتحفنا

السماء ونحن في العراء والليل قد تسربل بعبائته السوداء وهدئت

النفوس وأُغمضت الأجفان ولا نعلم نحنُ في أي مكان وماأن بزغ

الفجر حتى استفقت لأتفقد من كانوا معي هنا بالأمس وكانوا نيام

جميعهم رحلو جميعهم...! تركوني هنااااا دون دليل ولا أنيس

وحيدة وسط صحراء لا حياة بها ولا ظل أستظل به رحلو دون

أي سبب ولا حتى عذر ..!! هناااا كغريبٌ تائه لا يعرف الطريق

وأرض جدباء ليس بها سوى صوتٌ مُخيف وصـوت الرياح ..!

طال بحثي عنهم أيعقل رحلو بدوني؟! أين هم ؟خشيت الهلااكـ

أحمـلُ بداخلي طفــلة أعياني البُكــاء قدماي متورمتان!! لما

تركوني هنا وحيده حافية القدمان أي ذنبٍ اقترفتُ أنا ؟! أنوح

نوح الثكالى ولا يجيبني سوى صداي !لاأملكُ زاداً ولا ماء

عطشى أنـا وقد تقلصت أمعائي من شح الزاد ولا أرى أمامي

سوى أمــواج السراب بعرض الصحراء ! رباه أعني فما لي

سواكـ الشمس حارقة ولا مأوى سوى الجبال وأرضي رمضاء

ياإلهي،، أشعرُ بدوار غير قادرة على الإتزان سقطتُ مغشيا علي

حتى استفقت وأنا بين اثنين من الغلمان كانوا غاية في الجمال

سألتهم من أنتما؟ وأين أنا ؟ قالا: أنت في رعاية الله وبأرض الأمان

فسألتهم عن من فقدتهم بالصحراء هل رأيتموهم في مكان ما ؟!!
فأطرقا برأسيهما على الأرض وهم حزينان فقلت؟ ماخطبكما؟
أورأيتموهم هنااااا ؟!!!! أصدقاني القول تكلما ..! وهم صامتان
حتى أجهشتُ بالبكاء فساورني شعور بخطب ألمَّ بهم حتما
ماتوا وغطتهم كثبان الرمال..! حتى أفصحا نحنُ أسفان
فقد وجدنا رجالٌ أغراب متشابكي الأيادي وهم أربعة من بينهم شيخٌ
كبير وفتى واثنين من الغلمان وقد فارقو الحياة ! هنا أيقنت
أنهم هم بنفس الصفات لعلهم خرجوا للصيد وتاهو في قلب الصحراء
فعدتُ كما أنا يتيمة ووحيدة الإخوة والأخوات