الاثنين، 21 مارس 2011

حوار مع المعالج خميس الغسيني

مما أعجبني للمعالج خميس الغسيني حوار معه في جريدة الوطن

الوسواس ومسبباته
خميس الغسيني: من أعظم مسببات الوسواس الشيطان والفراغ والجهل ـ على الإنسان أن يحذر من ألاعيب الشيطان ومداخله وخطواته حتى لا يقع فريسة لوسواسه وخداعهـ علاج الوسوسة الاستعانة بالله تعالى على عدوه الأول الشيطان
حاوره ـ أحمد بن سعيد الجرداني:الوسواس من الأمور التي ينبغي على المرء معالجتها من خلال نشر الوعي الديني كالأذكار من خلال القرآن والسنة لقوله تعالى: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) فالوسواس مرض يصيب الإنسان حيث يتفاوت من شخص إلى آخر حسب الإيمان وشخصية الإنسان، فبعض الأنفس الضعيفة يتمكن الشيطان من السيطرة عليها، بضعفها، ويسبب لها الشيطان تأثيرات نفسه لأنه يخيل للإنسان خيالات وإذا بهذه النفس تضعف شيئا فشيئا وهو يستغل هذا الضعف، فالله تبارك وتعالى يقول: (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ) (الأعراف:200-201)، وقد دل أيضا القرآن الكريم على ان الوسوسة تكون من الشيطان (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ) (سورة الناس)، فالإنسان مطالب بأن يستعيذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم وفي هذه الاستعاذة ما يدفع هذه الوسوسة إن شاء الله تعالى.
فمن المعلوم أن الوسواس يتخذ صورا متعددة على ذهن المريض بشكل مستمر أو بين فترة وأخرى... وحول هذا كانت (للوطن) هذه الأسئلة التي طرحتها على أحد المعالجين بالقرآن الكريم وهو المعالج خميس بن سالم الغسيني...
أقسام الوسوسة
*من خلال تجربتكم في معالجة الناس بالقرآن هل الوسواس مرض عضوي أم هو مجرد وسوسة شيطانية؟
**من خلال وجة نظري يمكن أن تقسم الوسوسة النفسية الى وسوسة نفسية ووسوسة شيطانية، فالوسوسة النفسية هي الوسوسة الداخلية النابعة من ذات الإنسان والتي تكون نتيجة كثرة التفكير في أمر ما أو بسبب الترقب أو التوجس والخوف من أمر من الأمور وأما الوسوسة الشيطانية فهي الخواطر والأفكار الآتية من قبل شياطين الجن والإنس.
مسبباته
*ما هي مسببات الوسواس؟
**من أعظم مسببات الوسواس الجهل، فالانسان عندما يجهل أمورا فإنه يحذرها ويخاف منها ولا يعلم كيف يتعامل معها وكيف يواجهها، فالوسواس والخواطر ستأتيه ويبقى مترددا ومتحيرا، مما قد يعمق هذه الوساوس فتحدث له آثار وعقد وأمراض نفسية يعاني منها الإنسان، ويصبح بالتالي أسيرا لهذه الوساوس لا ينفك عنها مما قد يؤدي به الحال إلى تدمير حياته وتنغيص عيشته، كما أن الجهل قد يوقعه في الدخول والتفكير بأمور خارجة عن نطاق حدوده الممكنة، مما يدخله في دوامة من الهواجس والوساوس والسبب الثاني هو الفراغ فالإنسان عندما يكون عاطلا أو لا يشغل عقله ونفسه بما يفيده من أمور الدنيا والآخرة يكون عرضه لهذه الوساوس.والسبب الثالث هو الشيطان، فإنه أعلن عداوته للإنسان وأن كل جهده هو احتلال الإنسان والسعي من أحل إفساده وتدمير حياته، ولقد أوضح الحقيقة القرآن الكريم، فيحكي لنا اعتراف الشيطان بنفسه وبأهدافه الخبيثه، ومن ذلك قوله تعالى: (وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الانعام ولأمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا) (سورة النساء 118 - 120 ) . كما أن على الإنسان عموما ومن أصيب بهذه الوساوس خصوصا أن يكثر من ذكر الله في جل أوقاته يقول تعالى: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) إضافة إلى المواضبة على قراءة القرآن بنية الاستشفاء به كما قال تعالى: (يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين) (سورة يونس الأية 57).
علاجه
*ما هو علاج الوسوسة النفسية والروحية لديكم؟
**إن علاج الوسوسه هو بعلاج أسبابها وهو كما أشرنا، فعلاج الجهل بالعلم فلا بد أن يتعلم الإنسان ويزيد من العلم النافع قدر استطاعته وخاصة العلم بأمور الدين لأنها تفتح الآفاق لدى الأنسان وترشده إلى ما يسعده في دنياه وعقباه، كما أن العلم يوضح له كيفية التعامل مع هذه الوساوس وكيفية دفعها، كما أن بالعلم يعرف الحدود التي ينبغي له عدم تجاوزها. وعلاج الفراغ بالعمل، فعلى الإنسان أن يشغل كل وقته فيما يعود عليه بالنفع في حياته وفي آخرته، فلا يضيع وقته بلا عمل كما أنه لا يهدر وقته فيما لا يعود عليه بالنفع، وعليه أن يدرك أنه خلق في هذه الحياة لفترة محدودة وهي فترة اختبار وعمل فبقدر ما يعمل في هذه الدنيا سيجني في الآخرة من خير أو شر ومن قليل أو كثير.وعلاج عداوة الشيطان بتقوى الله والاستعانة به على الشيطان، فبتقوى الله يكون منسجما مع هذا الوجود، وبالأيمان بالله والالتزام بطاعته ومجانبة معصيته يكون عقل الإنسان وفكره وسلوكه وخلقه وتطلعاته وتوجيهاته وهواجسه ورغباته موافقة لما يرضي الله، والله يريد لعباده الفوز والسعادة، وذلك بالتزام عبادته وامتثال أوامره، يقول تعالى: (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم إنه ليس له سلطان على الذين أمنوا وعلى ربهم يتوكلون إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون) (سورة النحل الآيات 98 - 100) فعلى الإنسان أن يلتجأ إلى الله بالاستعانة والاستعاذة به من الشيطان الرجيم ووساوسه وجميع شروره، وهكذا كلما خطر خاطر من الشيطان فعلى الإنسان أن يستعذ بالله ليعينه على التخلص من نزغاته ووساوسه قال تعالى: (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون) (سورة الاعراف الايتين 200-201).فعلى الإنسان أن يحذر من ألاعيب الشيطان ومداخله وخطواته حتى لا يقع فريسة لوسواسه وخداعه، لانه عدو واضح العداء للانسان حاقد عليه وحاسد له، قال تعالى: (يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله مالا تعلمون) (سورة البقرة الايتين 168 - 169) ومن قبيل الإعانة على التخلص من أمراض الوسوسة يمكن الاستعانة بالمختصين كل في مجاله، فمن أصيب بالوسوسة الشيطانية فعليه الاستعانة بالطيب الذي يعالج بالقرآن الكريم، وكل واحد منهما يكمل الآخر في العلاج.بعض الأمثلة
*من خلال تجربتكم الطويلة في مجال العلاج بالقرآن نريد أن تذكروا لنا أمثلة حية قمتم بعلاجها وتخليصها من الوساوس؟
**هناك الكثير من الحالات التي قمنا بعلاجها من الوسواس وتخليصها من مسبباتها سواء كانت بسبب السحر أو المس الشيطاني أو كانت بسبب وساوس نفسية، وكل ذلك بفضل الله وبركة كتاب الله، ومن الأمثلة طالب بإحدى المدارس كان يعاني من حاله تأتيه عندما يأتي إلى المدرسة، وتصيبه حالة مثل حالة الصرع ويغمى عليه وتسوء حالته، وتم الكشف عليه من قبل الطبيب ولم يكتشف أي مرض عضوي، ثم بعد ذلك أتي به للعلاج عندي لاحتمال أن يكون قد اصابته عين أو حسد أو مرض من الجان، فكشفت عليه فلم أجده يعاني شيئا من هذه الامراض، ثم بعد ذلك جلست معه على انفراد، وطلبت منه أن يصارحني بالحقيقة، فقال لي بأنه يفعل ذلك متعمدا بنفسه لأنه قد ضاق ذرعا من المدرسة ولا يطيق الذهاب إليها، بسبب أنه تأخر دراسيا، وهو الآن أكبر الطلبة سنا، فيوهم الآخرين بهذه الحالة التي تصيبه حتى يتخلص من الذهاب إلى المدرسة، فطلبت منه الكف عن ذلك وأني سأكلم أهله حتى لا يجبروه على الذهاب للمدرسة، فقلت لأهله بأنه يعاني من بعض الأمور وعلاجه يمكن في عدم إجباره على المدرسة، فوافقوا على ذلك، وانتهت المشكلة، وكل ذلك بسبب الوساوس النفسية التي أدت به إلى هذا الحال، فلا بد من التأني في التشخيص لمعرفة المرض وعلاجة المناسب.